عن زيادة الصادرات: برنامج “صناعتي للتصدير” نموذجا.

يشير نموذج التدفق الدائري للدخل والإنتاج (The circular flow model) إلى أهمية عناصر الإنفاق الحكومي والإنفاق الاستثماري والصادرات في تحريك عجلة النمو الاقتصادي من خلال مراكمة رأس المال وزيادة الإنفاق التي تعمل على زيادة الإنتاجية. نقول الإنتاجية لأنها العامل الأساسي في خلق فرص العمل وزيادة الدخل والإيرادات التي ستنعكس على الخدمات والبنية التحتية في المجمتع، وبالتالي تحقيق الرفاه المجتمعي المنشود. لذا تعد الصادرات من أهم العوامل التي تسهم بمراكمة رأس المال وأحد المتغيرات الأساسية للإنتاج، وهو ما هدفت له المؤسسة الأردنية لتطوير المشاريع الاقتصادية (JEDCO) من خلال برنامج أطلقت عليه اسم برنامج دعم الشركات الصناعية من أجل التصدير لأول مرة/ الجولة الثانية “صناعتي للتصدير”، يهدف لزيادة تنافسية القطاع الصناعي وزيادة الصادرات الأردنية، حيث سيتم تقديم دعم مالي على شكل منح بسقف 30 ألف دينار للشركة وبنسبة تمويل 80 %. قد يكون هذا السقف المالي متواضعا من حيث القيمة المالية للشركات التي عانت جائحة كورونا خلال الفترة الماضية، إلا أنه خطوة وبلا شك بالاتجاه الصحيح، فالبرنامج يستهدف جميع الشركات الصناعية والحرفية المسجلة في محافظات المملكة المختلفة (باستثناء منطقة أمانة عمان الكبرى) والمملوكة من القطاع الخاص بنسبة 100 % وبنسبة ملكية 51 % للجنسية الأردنية التي لم تقم بالتصدير مسبقاً أو أن صادراتها كانت أقل من 50 ألف دينار خلال العام 2020، بحسب JEDCO، وبالتالي عند مقارنة التمويل المقدم كنسبة من حجم الصادرات للشركات التي تصدر، نجد أنه رقم معقول نسبياً كمرحلة أولى. ستكون الأولوية، حسب المؤسسة الأردنية لتطوير المشاريع الاقتصادية، للشركات الصغيرة والمتوسطة، فهي تشترط أيضاً أن لا يزيد عدد الموظفين على 100 موظف، وأن تكون الجهة مقدمة الدعم استفادت من برامج الدعم المالي لآخر سنتين، وأن لا يقل إجمالي مبيعات الشركة عن 20 ألف دينار كحد أدنى ولا يزيد على 3 ملايين دينار في العام 2020. هذه خطوات مهمة في تمكين وتعزيز الصادرات الوطنية للشركات والمصانع الصناعية الصغيرة والوسطى التي تأثرت خلال جائحة كورونا، لا نقول إنه هذا البرنامج وحده يكفي أو سيصنع فارقاً كبيراً، لكن ما نقوله إنه خطوه بالاتجاه الصحيح تعبر عن فهم اقتصادي لأهمية الصادرات في دفع عجلة النمو للاقتصاد الأردني.